مقالات

افرام "يهدد " المواطنين بالملاحقة القانونية

سعد شعنين


هدد المهندس ميشال افرام الذي انتهت ولايته على ادارة مصلحة الابحاث العلمية الزراعية منذ العام ٢٠٠٥ بملاحقة المواطنين قانونيًا اذا ما تعرضوا بشكل او بآخر لمصلحة الابحاث العلمية الزراعية lari بما فيها المواضيع التي تخص الطقس، على ما ورد في بيان صدر عنه امس اثر سيل من الانتقادات واجهتها لائحة اسماء المنخفضات التي نشرها افرام مستبقًا موسم الشتاء بتوقعه قدوم ١٦ عاصفة أعطاها اسماء تراوحت بين ذكور وإناث، غالبيتها غربية وقلة منها عربية.
واللافت في البيان هو حدة اللهجة التي جاء بها تهديد افرام باسم المصلحة ممهورًا بتوقيعه من دون ان يعرف الرأي العام اسباب هذا التهديد والوعيد.
وما يثير الدهشة، ان ثمة نهجًا يتنامى بين بعض الموظفين في المؤسسات والمصالح المستقلة يتوعد تارة وسائل الاعلام كما فعل بالأمس رئيس الجامعة، وطورًا المواطنين كما يفعل اليوم المهندس افرام الذي قد يكون فاته ان مصلحة الابحاث هي مؤسسة عامة، لا ملكية خاصة له كي يتفرد بها. وبطبيعة الحال ككل المؤسسات والمصالح والمناصب العامة هو موضع مساءلة ومحاسبة اذا ما تجاوز لا سمح الله حدوده وتعامل بمغالاة.
ففي القانون، مصلحة الابحاث العلمية الزراعية هي مصلحة من مصالح الدولة خاضعة لوصاية وزارة الاختصاص، وبالتالي فان المال الذي يتقاضاه افرام او يصرفه في المصلحة وعليها هو مال عام وخاضع للمساءلة العامة من قبل المواطنين ومن حق اي مواطن ان يسأل او يعترض او ينتقد اداء افرام وغيره من الموظفين وهو منهم في الدولة اللبنانية. ولا يجوز لاي موظف ان يعتبر المركز الذي هو فيه ارث شخصي وبالتالي يحق له توريثه و الدفاع عنه على هذا الاساس. فالمال العام وادارته عرضة للمساءلة يوميًا كما واداء الموظفين ايضًا عرضة للمساءلة باستمرار من اي مواطن كان .
والا كيف تستقيم الدولة وينتظم اداء موظفيها اذا ما شعروا انهم يحتمون خلف حصانات وحمايات.
وان بيانات الطقس التي تصدرها المؤسسة هي نوع من تكرار لعمل المديرية العامة لمصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت الدولي. ونتساءل ككل المواطنين: لماذا تهدر الدولة المال بإنفاقها على دائرتين تكرران نفس العمل. من دون حاجتنا لذكر عدم الدقة الذي تقع فيه احيانًا توقعات مصلحة الابحاث، وكان لنا نموذج منذ بضعة سنوات حين طلبت المصلحة من اصحاب العرائش عدم تشحيل كرومهم الى ان غدر بهم الثلج وهبطت عرائشهم متسببة بخسائر فادحة ادعوا على اثرها على المصلحة.
ونحن، لا ندعي اننا خبراء في الطقس، لكن اللغة والمصطلحات التي يستخدمها سعادة مدير المصلحة بالتكليف لا تنم عن احترافية بل تظهر الفرق الشاسع ما بين التوقعات المهنية الدقيقة وتوقعات المصلحة الطويلة الأمد والمتصفة بعدم الدقة.
ان ظاهرة "ديكتاتورية الطقس" التي تشتم من بيان مصلحة الابحاث هي ظاهرة سلطوية لمادة يفترض ان تثير اهتمام الناس بمختلف شرائحهم، لكنها ظاهرة تشير الى انحرافات خطيرة وتنبئ بشهوات السيطرة على المراكز في الدولة من قبل بعض الموظفين والتصرف باموال الشعب كل على هواه، بحيث اصبحت متفشية في كثير من المؤسسات والهيئات التابعة لمنظومة الدولة ولا بد من رادع في وجه محاولات التملك واستملاك المناصب. ويا ليت الموظف يتذكر القول التالي: "لو دامت لغيرك لما آلت إليك"!