مقالات

رسالة إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب

فؤاد فريجي

رسالة إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب
بقلم فؤاد سمعان فريجي
بمودة وبلا مقدمات الأطراء المتعارف عليها ، أعرف ضيق وقتك وانهماككَ بجبل من المسؤوليات التي رافقت التكليف وصولاً الى التأليف .
أعرف تماماً وانتَ من مؤيدي مطالب وحراك الناس ، وما وصلت اليه اوضاع البلد السياسية والأقتصادية والأجتماعية ، ومعلوم عنكَ ألمك الذي تشعر به عن وجع الناس وتضامنك في الكثير من المحطات الى ما آلت اليه ظروف القهر التي يئن تحت عبئها لبنان .
لن أطيل عليك ، ولن اعود الى تراكمات أسلافك من السياسيين الذين تلهوا بالمناكفات والحصص وتمرير تحت الطاولة وخلف الستارة والصفقات التي فاحت رائحتها حتى وصلت الى انوف الأمم المتحدة ومراصد الفساد العالمية التي ( تشمت ) فينا !
اتمنى دولة الرئيس حسان دياب
ان يتضمن البيان الوزاري وفي بنده الأول إعادة الأموال المسروقة ، والتي تم سحبها من المصارف اللبنانية بين شهري ايلول وتشرين الأول من العام ٢٠١٩ لسياسيين معروفين بالأسماء ، والتي تبلغ ارقاماً مُذهلة ، والدولة السويسرية أبلغت المراجع العليا اللبنانية بأنه يحق لأي مرجع رسمي بالأطلاع على الأسماء والأرقام للمتهمين الذين ادخلوا مال الشعب اللبناني في حساباتهم الخاصة .
دولة الرئيس
لقد تم صرف مبلغ ٤٥ مليار دولار على الكهرباء ، اَي نصف الدين العام تقريباً ، والكهرباء تزداد تقنيناً وعتمة ، فيما دول الصحراء تنعم بهذه المادة ، ونحن في نزف مستمر .
غارة شخصية منك على منابع الهدر : الدوائر العقارية ومرفاء بيروت ، وكازينو لبنان والضمان الأجتماعي مصلحة تسجيل السيارات ومجلس الجنوب وباقي القطاعات التي هي مصدر للهدر والسمسرات .
دولة الرئيس
تحرير وظائف الدولة من الواسطة ، وتنشيط مجلس الخدمة المدنية كي يثق الناس وجيل الشباب بمستقبل فيه الجدارة والأحقية للمتفوق لا للأتباع والأزلام ، وصفقة التوظيف الإنتخابية والتي تعرف تفاصيلها جيداً ، حيث جرى دون مراجعة إدخال ٨٠٠٠ موظف في إدارات لا تحتاجها ، وهذا السيل من العدد يؤثر على الخزينة تحديداً في هذا الوقت الحرج .
ملاحقة ومحاكمة من يلعب بالأقتصاد الوطني ، ويضع الدولار على رقاب الفقراء واصحاب المهن من الأدوية والزراعة ، وشركات الأستيراد والتصدير التي وقع عملها في بازار السياسة وفقدان العملة الخضراء ، حتى اختفى من السوق اللبناني جزءاً كبيراً من السلع الأساسية .
دولة الرئيس
إعادة النظر في رواتب كبار الموظفين حيث تتكبد الخزينة ملايين الليرات ، وهنا سطر من كتاب ، هل يُعقل ان راتب الوزير ١٢ مليون و ٩٣٧ الف ليرة فيما الحد الأدنى للأجور ٦٧٥ الف ليرة.
الخزينة أنهكها التعب وماذا عن معاشات رؤساء ووزراء ونواب سابقين ، الرقم يهز الضمير وهو 58 ملياراً و296 مليوناً و414 ألف ليرة سنوياً .
دولة الرئيس
لبنان في المرتبة الثالثة على لائحة الفساد البيئي العالمي ، وانتَ الأنسان الذي تعرف وتعشق طبيعة لبنان ، الخطر والأوبئة تداهمنا ، ووزير البيئة السابق فادي جريصاتي اثبت عن جدارة العمل الجاد لتخفيف الوزن الثقيل الذي احنى ظهر لبنان في التلوث .
دولة الرئيس
لما تملكه من شفافية في عملك في القانون والنظام لا ترضى في الفساد المستفحل في الإدارات ، لا بد من عملية تطهير ومحاسبة لأن بفضل بعض الموظفين الفاسدين أصبحنا من الأوائل على لوائح الفساد العالمية .
وايضاً الآف من الطلاب يتخرجون سنوياً ، فينتظرون فرص العمل التي تضيق في وجههم ، فيضطرون لمغادرة لبنان في بلاد العالم الواسع فنخسر سنوياً طاقات لبنانية يستفيد منها غيرنا ! إضافة الى ارتفاع نسبة البطالة حيث اليد العاملة الأجنبية تأكل من فم المواطن اللبناني ما تيسر .
أضف الى تضخم في القطاع التعليمي للمدارس الرسمية حيث يفوق عدد الأساتذة على التلاميذ بأشواط ، وأبنية هذه المدارس المستأجرة من الدولة والمنتشرة في المدن والقرى اللبنانية تكبد الخزينة ارقاماً مالية مخيفة لكثرة عددها ، فيما الحقيقة اننا لسنا بحاجة الى هذا الكم من الأبنية لأن عدد التلاميذ فيها ضئيل .
قانون ضمان الشيخوخة أكلته غبار الخزائن ، نومه عميق في الوقت الذي يحتاجه الشعب اللبناني ليتنفس امل ، ليت يُصبح تنفيذه في ولايتكم نقطة تحول إيجابية في خدمة الناس .
دولة الرئيس
الطبابة المجانية هي قبلة الفقراء واصحاب الدخل المحدود ، فالمستشفيات الحكومية حالتها في ظلمة ويتطلب الأمر قفزة نوعية لخدمة المرضى !
دولة الرئيس
ان الحكومات المتعاقبة قد اثقلت على كتف المواطن اللبناني رزمة من الضرائب في القطاعات كافة ، وهذا ما ولد نقمة على الطاقم السياسي الذي فجر انتفاضة ١٧ تشرين ، وانتَ عالم في بواطن وخفايا هذه النقاط والفواصل ، تخفيض الضرائب ترخي التشنج الذي اصاب الجسد اللبناني بالترهل باكراً .
دولة الرئيس
المطالَب كثيرة واكتفي حالياً بهذا القدر كي لا أحملك في بداية المشوار عناء ما يعاني منه البلد ولا يقع على عاتقك كل السقطات ، على ان اتبع هذه الرسالة برسائل متواصلة من موقع المواطن مراقب ومستمع ، وانتّ الأنسان الذي يؤمن بحرية الرأي وكل ما يبداء بالحوار ينتهي بالتفاهم ، متمنياً لكَ مسيرة وطنية تنقذ الناس من فم التنين .
زحله في ٢٤ كانون الثاني ٢٠٢٠