مقالات
مأساة سجن طريق ضهر البيدر
تُريد ان تُصاب بالهلع واضطراب عصبي وان تُشاهد في القرن الواحد والعشرين ارتال من السيارات تصطف لمساحة ٣ كيلومتر في سجن الهواء الطلق تحت سماء تزخ بياضاً من طبيعة ساحرة ، تعال معي الى الطريق الدولية التي تربط البقاع ببيروت ( ضهر البيدر ) حكاية كل عام ، في الحجز الأختياري اكثر من ٢٨٠٠ سيارة بسبب تساقط الثلوج ، صيفاً هذه الطريق تُرهق الجسد والبصر وتتلف الأعصاب بسبب الأزدحام الخانق تحت صفيح الشمس الحارقة ، وقلة أخلاق ورعونة بعض السائقين ، اما في فصل الشتاء فهناك الطامة الكبرى .
وما شاهدناه بالأمس مشهد مأساوي حيث اعتقل الطقس المثلج الآف الناس من عجزة ومرضى ومواطنين يقصدون منازلهم وأعمالهم ، يعود ذلك لأسباب عدة ابرزها عدم تقيد المواطن بتعليمات القوى الأمنية ، والسيارات الغير مجهزة بسلاسل معدنية فيقع المحظور !
لقد صرفت في لبنان مليارات الدولارات على مشاريع طرقات في أعالي الجرود وفي مساحات السهول على امتداد الوطن من رأس الناقورة حتى النهر الكبير ، والكثير منها كان صفقات للنافذين وأملاك الزعامات ، فيما بقي طريق ضهر البيدر يتيماً بلا حل وحلول .
سبعة عقود مرت وحكاية إبريق الزيت هي هي ، لم يُصرف قرش واحد على هذا الشريان الحيوي ولم تلاقي له حلاً كل الحكومات والعهود التي تبوأت الحكم ، حتى الإنارة مفقودة وتأتي بالصدف من بعض عواميد الطاقة الشمسية !!
طريق ضهر البيدر على خارطة الطرق العالمية ، يُعتبر ( زاروب ) وهذا ( الزوارب ) لعنة على الناس صيفاً وشتاءً كارثة إنسانية ، وما يزيد الطين بلة هو تهور بعض السائقين الذين يسببون الأزدحام إضافةً الى ارتال من الشاحنات التي تُعيق حرية القيادة مما
يتسبب دون ادراك حوادث السير القاتلة !!
الى من يعنيهم الأمر والوزارات المختصة لاقوا حلاً اليوم قبل الغد لهذه المعضلة التاريخية ، والفت في هذه الزاوية ان مئات العباقرة من المهندسين اللبنانيين المنتشرين من خلال عملهم في دول العالم وساهموا بتشييد عشرات المدن والطرقات التي تُذهل العقل ، استعينوا بأحدهم لأنقاذ الناس من لعنة تُلاحقهم ، وتلاحق ايضاً الأجيال الآتية ، فيما العالم يتجه نحو الحداثة المرورية وتنظيم طرق خالية من الأزدحام ، حتى الطريق الى الفضاء يا جماعة سالكة دون تعثر ، فقد تقدم لشركة ( فيرجين غالاكتيك ) اكثر من ٢٥٠٠ انسان طلبات لرحلات سياحية فضائية في مطلع هذا العام !!